الثلاثاء، 22 مايو 2012

واجب تدويني : حيـاة مدوّن !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه التدوينة ستكون مخصصة لحل واجب تدويني
وصلني من مدونة جاردينيا ..

اسم الواجب :

حياة مدوّن

الأسئلة :

1. كيف بدأت رحلة التدوين خاصتك ؟
بدايتي في عالم التدوين كانت باقتراح من صديقتي بتول، لم أكن واثقة من قدرتي على إنشاء مدونة ومتابعتها وتحديثها. فيما بعد قمت بإنشاء أول مدونة في عام 2009. لم أشعر بالرضى عنها، قمت بعدها بعدة محاولات، ولم يكن محتوى المدونات أكثر من مشاركات قصيرة لبعض اهتماماتي.
أعتقد أن بدايتي الحقيقية في التدوين، كانت فقط في 2012 :D

2. ما هي طقوسك التدوينية ( مثال : وقتك المفضل للتدوين ، جوّك المفضل ) ؟
عادةً لا أبدأ بكتابة تدوينة، إلا عندما أكوّن تصور واضح عما أريد أن أكتب، احدد الأفكار الرئيسة، وأقوم بقراءة بعض المقالات أو الكتب، ثم أترك الفكرة على نار هادئة. إلى أن تنضج في عقلي :D
عندما أهم بكتابة التدوينة، أضع بجانبي ورقة عليها الأفكار التي حددتها سابقاً، أدوّن مباشرة على الجهاز ولا أستخدم الورق.أفضل التدوين ليلاً وفي جو هادئ.

3. من اي تستلهم الأفكار لكتابة تدوينات جديدة ؟
أحيانا من كتاب قرأته، أو من موقف معين.

4. ما هي التدوينة الأقرب لقلبك ؟ وما هي التدوينة التي تتمنى لو أنّك لم تطرحها ؟
لا يوجد ..

5. أفضل مدوّنة تتابعها ؟
مدونة جاردينيا. محتواها منوّع، أسلوبها مميز وأفكار التدوينات مربتة وسلسة ، والتنسيق مريح للقراءة

6. تدوينة كتبتها قديماً وما زالت كمسوّدة لم تُنشَر بعد ؟
تدوينة عن إدراة الوقت، اسلوب التدوينة وطريقة عرض الفكرة مستهلك جداً
ففضلت أن لا أنشرها.

 

الأحد، 20 مايو 2012

الفيلسوف | متأثرًا قبل أن يكون مؤثرًا

الفيلسوف .

الطبيعة مقابل التنشئة، موضوعٌ شغلَ أذهان الفلاسفة، وغيرهم، منذ القدم، ففي نظر أفلاطون وديكارت أن التنشئة لا تأثير لها على الإنسان وأفكاره إنما هي أفكارٌ وُلد بها [1]، أما أرسطو فيقول في نظريته تابيولا رازا، التي تبناها جون لوك فيما بعد، أن الإنسان يولد بعقل كالصحيفة البيضاء وبيئته وتجاربه التي يمر بها هي التي تشكل أفكاره. والآن لا تجد من يشك في أن لكلاها أثر. ففي عصرنا الحديث توصلت دراسات، اعتمدت على فصل التوائم في بيئات مختلفة، إلى أن للطبيعة، العوامل الوراثية، والتنشئة أثر على أفكار الإنسان بنسب لم يتم الإتفاق عليها.

الفلاسفة إذاً تأثرو ببيئاتهم وظروفهم التي عاشو فيها، ويبدو هذا جليا عند دراسة تطور الفلسفة خلال تاريخها، فما هذه التطورات والتغيرات في المذاهب الفلسفية إلا انعكاس لتغيّر البيئات التي ظهرت فيها. وأيضا هناك مِن الفلاسفة مَن كانت لتربيته وتنشئته تأثير على أفكاره وفلسفاته، وهنا أمثلة لذلك:

نرى تأثّر سقراط بعمل أمه كقابلة، فكان يشبّه ممارسته الفلسفية بفن التوليد، حيث أنّه يرى ان في العقل تكمن المعرفة وهو يقوم بعمل القابلة في توليد العقول الأفكار الصحيحة. وأيضاً تأثر إيمانويل كانت بتربية أمه الدينية القاسية فكان إنقاذ الدين المسيحي، بما فيه أخلاقيات الدين، من هجمات العلم والجدالات الميتافيزيفية من أهدافه الرئيسة، فنجده فيلسوفاً نقدياً يؤمن بمحدودية العقل وقد حاول أيضا ترسيخ المعاني الأخلاقية بوضعه للقانون الأخلاقي. كيركيغارد أيضاً كان لتربية والده الدينية المتزمتة أثر على أفكاره الفلسفية التي دارت معظمها حول الخطيئة والندم والتكفير والمصير.

وهناك أيضا عوامل سياسية وأخرى ثقافية أثرت على أفكار الفلاسفة في عصورهم، فتمازج الثقافات في العصر الهيليني نتيجة فتوحات الإسكندر الأكبر التي وصلت للشرق، أدت لظهور فلسفات دمجت بين الفلسفة الشرقية الروحية والفلسفية الإغريقية العقلانية، كما فعل الفيلسوف أفلوطين، حيث أعاد صياغة مذهب أفلاطون بحيث ينسجم مع المفاهيم الشرقية. وهناك أفلاطون الذي تأثّر بإعدام معلمه سقراط، فكان يرى أن القانون الذي يحكم بلاده قانون ظالم وجائر، فنادى بالدولة المثلى التي يحكمها الفلاسفة، وقدم في كتابه الجمهورية تصوراً للمدينة الفاضلة.

إن تأثر الفلاسفة بمحيطهم وبيئاتهم وظروفهم التي عاشو فيها، كان بمثابة نقطة إنطلاق، بدؤو منها فلسفتهم وبنوا أفكارهم التي سعوا من خلالها إلى تغيير مجتمعاتهم، وحاولو إيجاد صور الحياة الكاملة بنظرهم، متأثرين قبل أن يكونوا مؤثرين.

-----------------------------------------------------------

[ 1 ] نظرية الإستذكار - أفلاطون

الجمعة، 18 مايو 2012

كارل بوبر

كارل بوبر

كارل ريموند بوبر أهم فلاسفة العلم في القرن العشرين، ولد في فينا عام 1902م، وتربى في بيت تزخر مكتبته بكتب الفلسفة والتراث الإنساني والمراجع الكبرى إلى جانب كتب الموسيقى. فوالده كان مثقفاً ومربياً ووالدته عازفة بيانو ماهرة. في ظل هذه التنشئة، نجد بوبر عازفا ومتذوقا للموسيقى، ونلمس بدايته كفيلسوف كان من أهم فلاسفة عصره.

درس بوبر في جامعة فيينا مختلف العلوم وحصل منها على درجة الدكتوراه في مجال مناهج علم النفس الإدراكي. بوربر كان متخصصاً في فلسفة العلم، وكتابه الأول كان بعنوان (منطق البحث العلمي) واحتوى على ابرز محاور نظريته في المعرفة. ومن ضمن ما عرضه بوبر مقياسٌ للتفريق بين العلمي واللاعلمي، فبعد أن كان المنهج التجريبي، الذي يعتبر في جوهره منهج استقرائي، هو الحد الفاصل ببنهما. قام بوبر بنقد المنهج الاستقرائي فهو يرى أن ما تم إقراره كنعصر مشترك بين مجموعة من الأشياء إنما هو حكم خاص بالباحث، وقد يصيب الحقيقة وقد لا يصيبها. وأن المقياس، كما يرى بوبر، هو قابلية الفكرة للتفنيد، فكلما زادت العناصر التي يمكن تفنيدها في النظرية كان أقرب إلى العلمية، والعكس بالعكس. وبالنهاية يرى بوبر أن غرض البحث العلمي هو الوصول إلى الإحتمالية الأقوى، والتي يمكن أن تدحض لاحقاً، ولا يمكن الوصول إلى الحقيقة المطلقة.

ويعدّ كارل بوبر أيضاً من أهم فلاسفة السياسة والإجتماع، ومن أهم مؤلفاته المعتبرة والتي شهرته عالميا ككاتب سياسي، كتابه (المجتمع المفتوح وأعداؤه). وفي هذا الكتاب دعى بوبر إلى المجتمع المفتوح، “وهو مجتمع يسمح بالتعبير عن وجهات النظر المتعارضة وتبني الأهداف المتضادة، يتمتع فيه كل فرد بحرية البحث في المواقف الإشكالية، وحرية اقتراح الحلول، وحرية انتقاد الحلول التي يقترحها الآخرون وبخاصة أعضاء الحكومة، مجتمع تتغير فيه سياسات الحكومة في ضوء المراجعة والفحص النقدي" [1]. ونقد بوبر في كتابه كلاً من أفلاطون، هيغل، وماركس. فتوجه بالنقد إلى يوتوبيا أفلاطون التي عرضها في كتابه "الجمهورية". فبنظر بوبر أن أفلاطون قام بتحديد صفات الفيلسوف الحاكم على مقاسه هو، وأنّه احتكر الحكم في فئة يدّعي انهم يحملون الأفكار والصفات التي تؤهلهم هم فقط للحكم ويملكون وسائل تعينهم على إجبار الآخرين أن يكونوا سعداء!

توفي كارل بوبر في لندن عام 1994م، بعد إتمامه مؤلفاتٍ مهمة طبق فيها منهجه الذي دعا إليه (العقلانية النقدية)، فخلال حياته التي استوعبت القرن العشرين تقريبا، توجّه بوبر بالنقد إلى عديد من الفلسفات والتوجهات العلمية الموجودة.

----------------------------------------------------------------

[ 1 ] عادل مصطفى، كارل بوبر /مائة عام من التنوير و نصرة العقل

الجمعة، 4 مايو 2012

الفلسفة علم ونشاط

الفلسفة علم ونشاط

قبل ألفين وأربعمائة سنة، رجل يجوب شوارع أثينا، يتعلق به كثير من الشباب النابهين كظله، يراقبونه ويستمعون إلى أسئلته، هكذا كانت طريقته في توليد العقول الأفكارَ السليمة، يطرح الأسئلة البديهية فيعرّي العادة ويحرك السكون، فـسؤال واحد يمكن أن يفجر مالا يفجره مئة جواب [1]. كان هذا سقراط، محب الحكمة، كما سمّى نفسه، فقال أنا لست حكيماً إنما محبٌ للحكمة فحسب [2]، وهي الترجمة الحرفية لمسمّى فيلسوف.

هذا أحد المشاهد التي يمكن أن تراها في عصور إزدهار الفلسفة، هكذا هم الفلاسفة ينظرون إلى الأشياء بعيون الأطفال، يطرحون الأسئلة ويبحثون عن ماهية الأشياء وهو أمر مرتبط بطبيعة الإنسان في حبه للمعرفة كما قال أرسطو [3]، ولكن الفلاسفة أحبوا الحكمة وامتهنوا البحث في كل شيء ودراسة الأشياء والعلاقات بينها وأدمنوا تقصّي الحقيقة.

إذاً بعيداً عن المعنى الحرفي، كيف يمكننا تعريف الفلسفة؟ وهو سؤال من الصعب الإجابة عليه، ولكن بالمعنى العام يمكننا القول بأن الفلسفة نشاط ذهني يهدف لفهم الحقائق الجوهرية عن ذواتنا وعن العالم الذي نعيش فيه وعلاقتنا به وببعضنا البعض. وربما نجد صعوبة في تعريف الفلسفة، بسبب تطورها على مر العصور وتعدد مدارسها ومباحثها،فالفلسفة تُعنى بشكل رئيسي بثلاث مباحث: مبحث ما وراء الطبيعة ( الأنطولوجيا )، نظرية المعرفة ( الأبستمولوجيا ) والقيم العامة ( الأكسيولوجيا ).

ولكن، ومع اختلاف التعريفات، يمكننا أن نرى إجماعاً على أن الفلسفة في أساسها ممارسة ونشاط، نتج عنه مدارس فلسفية وفلاسفة كُثر بفلسفات عديدة ومتنوعة أزخمت تاريخ الفلسفة، ولا تزال. ومن هنا نشأ مفهوم الفلسفة كعلم، فمع هذا الكم الهائل من المنتجات الفلسفية، أصبح على الفيلسوف دراسة تاريخ الفلسفة والتعرف على المدارس الفلسفية ومناهجها والفلسفات السابقة، ومن ثم يبدأ بوضع فلسفاته الخاصة.

الفلسفة أسلوب حياة، فمفهومها كنشاط، نعاينه في حياتنا بطريقة أو بأخرى، وكما يقول أرسطو، سواء اردنا ان نتفلسف ام لم نرد لابد لنا جميعا من التفلسف، أما عن مفهوم الفلسفة كعلم يمكن له أن يتمثل بالتخصص الأكاديمي للفلسفة في الكليات أو بما يقوم به الباحث في هذا المجال. وهنا أسأل، هل الدارسين للفلسفة كتخصص أكاديمي يمكن عدهم من الفلاسفة؟

من المهم تذكر أن الفلسفة نشاط، كأي نشاط آخر، فالممارسة والتساؤل والتفكير والتعامل مع القضايا الفلسفية بالإضافة إلى الإطلاع على أعمال الفلاسفة ، أي التعامل مع الفلسفة بفهوميها هو من يخلق الفيلسوف الحق.

-------------------------------------------------------------------

[1] جوستيان غاردر – عالم صوفي
[2] ذهب بعض مؤرخي اليونان القدماء إلى أن أول من أُطلق عليه لقب فيلسوف هو
( فيثاغورس 572-497ق.م (.وذهب آخرون إلى أنه سقراط (496-399 ق.م).
[3] All men by nature desire to know – أرسطو