بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية : 1984
الكاتب : جورج أورويل
عدد الصفحات : 351
الـحرب هـي السـلام
الـحريّة هـي العبودية
الجـهل هــو الـــقـــوّة
تجربة القراة في العام الماضي كانت مختلفة، فالتنوع في انتقاءاتي للكتب أضاف لي الكثير . من ضمن ما قرأته، رواية 1984، رواية ناسبت أجواء العام المنصرم، وبالطبع أقصد أجواء الربيع العربي .
ونستون/ الشخصية المحورية فـي روايـة جرت أحداثها فـي مجتمع شموليّ خـاضع لدكتاتورية فـئة تـحكـم بإسـم " الأخ الأكبر "، مرتكب " جـريمة الفـكر "، الحالم بالثورة، والذي يؤمن بكامل حريته بـالقول أن 2+2=4 !
تبدأ مخاطرة ونستون، بكتابة بضع أحرف في مفكّرة ، متجاهلاً عيون " الأخ الأكبر " التي تراقبه أين ما ذهب، ومتناسياً " شرطة الفكر " التي يعلم انها ستكشف أمره لا محاله، و في محاولة منه إيجاد مـكان خـارج منظور " شاشة الرصـد " المـعلقة علـى حـائـط غرفـته، فهي تراقـب كل تحركاته حتى تعابير وجهه التي قد تكشف عن الكثير !
يقابل جوليا التي تشاركه نفس الأفكار و"الأمل" و ذاتَ الحِقد اتجاه مجتمع سوداوي. يحاولون معاً الإنضمام إلى جمعية سريّة مناهضة للحزب الحاكم، ولكن سرعان ما يتم القبض عليهم بواسطة "شـرطـة الفـكر" وينتهي بهم المطـاف إلى وزارة الحب، مصدر الرعب والخوف !
|"لن يثوروا حتى يعوا ، ولن يعوا حتى يثوروا" !
كان ونستون يرى الأمل في عامة الشعب، فـ " إن كان هنالك من أمل، فالأمل يكمن في عامة الشعب" ، مع كل هذا الفقر والإضـطهاد والظلم، لا خيار أمـامهم سـوا الثورة ، لـكـن حالهم كان مخيباً للآمال. وتيقّن من حقيقة أن " الوعي " هو من يشعل ثورة الشعوب ، وعي الفقر وليس الفقر بحد ذاته هو من يحرك الشعوب !
| اللغة الجديدة
أهل الصوفية يقولون : كلما اتسع المعنى ضاقت العبارة، وهنا إشارة انه كلما تطوّر الفكر نحتاج لتطوير اللغة كـي تعبر عما نريد بالتـحديد، فاسـتهدفت سياسة الحزب الحاكم في 1984 اللغة ، أصدرت " لغة جديدة "، لم تضيف إليها للتسع بل دمّرو الكلمات وسلخو اللغة حتى العظم.
" ألا ترى أن الغاية النهائية للغة الجديدة هي التضييق من آفاق التفكير؟ بحيث تصبح جريمة الفكر في نهاية المطاف جرما مستحيل الوقوع من الناحية النظرية، وذلك لأنه لا توجد كلمات يمكن للمرء من خلالها أن يرتكب هذه الجريمة. فكل مفهوم يحتاج إليه الناس سيتم التعبير عنه بكلمة واحدة محددة المعنى وغير قابلة للتأويل. أما معانيها الفرعية فسيتم طمسها حتى تصبح طي النسيان " !!
النظرية السياسية التي اعتمد عليها الحزب في إحكام السيطرة على العقول كانت ،
"من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي" . وهذا يختصر كل ما دار من أحداث في الرواية . أكتفي بهذا القدر ولكن هناك المزيد في الرواية ، أنصح بقراءتها .
قدّم أورويل في الرواية نبواءت عمّا سيبدو عليه العالم بعد 35 عاماً،
وقد كَتب الرواية في عام 1949.
فهل ترون أن نبوءاته اقتربت من واقع العالم الآن ؟!
2 comments:
غاليتي بالرغم من أنني لم أقرأ الرواية
إلاّ أن وصفك لها ، ونقاشك لبعض أحداثها قد شدّني لقرائتها
"وعي الفقر وليس الفقر بحد ذاته هو من يحرك الشعوب ! "
في الحقيقة لقد استوقفتني هذه الجملة
لواقعيتها الممزوجة بشيء مرتبط بكميّة الوعي
و نوعيته التي يجب أن نكون قد حققناه في ذواتنا
فـ الوعي بالقضايا المهمة
و كيفية تحريكها ، أو كيفية التعامل معها
هو ما قد ترتبط به مصير أمّة .
لقد قمت بتحميل هذه الرواية
و سأقوم بقرائتها إن شاء الله .
وبالتأكيد سأعود إلى هنا مرة أخرى
تقبلي مروري عزيزتي :)
تماماً هبة
عند قراءتك للرواية، سترين ما يؤول إليه مصير العالم في غالبية عظمي تجّمدت عقولهم و أُبطل تفكيرهم ..
بانتظار عودتك
سعيدة بك هنا : )
إرسال تعليق